دور العقل في السمعيات عند القاضي عبد الجبار

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المدرس بکلية الآداب-جامعة أسيوط

المستخلص

تُعد قضايا السمعيات من القضايا الهامة والبارزة في مجال الدراسات الکلامية في الفکر الفلسفي الإسلامي، فلقد امتد نطاق البحث فيها إلى معظم الفرق الإسلامية، وشغلت أذهان المُتکلمين، فافردوا لها أبوابً خاصة في مؤلفاتهم، ونالت کثيرا من طاولة مناقشاتهم، وقد ظهرت متأخرة على ساحة الفکر الکلامي في البيئة الإسلامية وتحديدا مع هبوب رياح المعتزلة، تلک المدرسة التي أرست دعائم الحرکة العقلية في البيئة الإسلامية من خلال منهجهم القائم في الأساس على تبجيل العقل وتمجيده، لذا اختار الباحث أن يتناول دور العقل في باب يعتمد في المقام الأول على الدليل السمعي أو النقلي عند أحد کبار رجال الفکر الاعتزالي الذي يُعبر عن أهم تطوراته، وهو القاضي عبد الجبار، واتضح من خلال هذا البحث أنه لم يکن للعقل دور کبير في مسألة عذاب القبر ونعيمه ومسألة وجود الجن عند القاضي عبد الجبار، فقد اثبت هاتين المسألتين من خلال الأدلة السمعية الواردة في الکتاب والسنة بخصوصهما، بيد أنه کان للعقل دوراً کبيراً في معالجته لمسألة الصراط، وقضية وجود الجنة والنار الآن، وقد غلب عليه في معالجته لمسألة الميزان التخبط، فنجده تارة يسير خلف الدليل السمعي وتارة أخرى يُقدم العقل على النقل.