رحلة إلداد الدانى بين الحقيقة والأسطورة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس العصور الوسطي بکلية الآداب – جامعة دمنهور

المستخلص

تعتبر رحلة الرحالة اليهودى إلداد الدانى  Eldad the Dani  (850 – 900م ) إحدى صور الرحلات المبکرة لليهود فى العصور الوسطى وتحديدا فى نهايات القرن التاسع الميلادى/ القرن الثالث الهجرى. وتتميز رحلته بطابعها التاريخى الممزوج بالأسطورة، فهو يهودى من سبط دان ينتمى ليهود الشتات الذين استقروا فى الحبشة، وکان إلداد الدانى يؤصل لفکرة العودة إلى أرض الميعاد، لأنه حتى وإن طاب لليهود العيش ونعموا بالأمن والثراء فى غربتهم فلا مفر من العودة – کما يدعى-؛ ولهذا کان يراسل اليهود شرقا وغرباً مستغلا ما يملکه من بلاغة وخيال ليصور لهم مدينة اليهود الفاضلة ويروى مشاهداته عن القبائل العشرة المفقودة لليهود، ويدعى رؤيتهم رأى العين، ويسجل أماکن تواجدهم وعلاقاتهم مع جيرانهم، ولا يتوانى عن الکذب والتدليس المفضوح من خلال أساطير وقصص تجمع بين الحقيقة والخيال عبر عنها فى مشاهداته فى رحلاته المزعومة ما بين مصر والمغرب وبغداد وأسيا الصغرى وبلاد فارس. وقد تم تحديد اطار البحث فى خطاب واحد من خطابات إلداد الدانى قام بارسالها إلى يهود الأندلس عام 883م، بهدف الکشف عن الأکاذيب التى روجها، وتم استخدامها فى العصور التالية کنوع من الدعاية السياسية، ثم ادماجها فى التراث المسيحى المتشدد لإعادة انتاجها واستغلالها فى فترة الحروب الصليبية ونهايات العصور الوسطى، الأمر الذى ترتب عليه قضايا واشکاليات خطيرة سيتم تناولها والرد عليها فى ثنايا البحث من وجهة النظر الاسلامية خاصة أن تلک الأکاذيب مازال بعضها مستمراً ويعتمد عليها الکيان الصهيونى فى وقتنا الحالى.