يليو تشوتساى ودوره الحيوي في الإدارة المغولية فترة حکم جنکيز خان وأولاده. (612-640 هـ/1215-1242م)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس التاريخ الإسلامي بکلية الآداب جامعة دمنهور

المستخلص

  لقد قام يليو تشو تساىYeliuChutsai بدورٍ کبيرٍ وعظيمٍ  وصعبٍ بالبلاط المغولي،  ولکن هل کان کل هذا الاخلاص والتفاني في العمل من قبله بدون مقابل وإنما کان يُخفى بداخله أشياء دفينة لا يعلمها غيره ويريد الوصول لها بسرية تامة  کي لا يعترضه أحد. 
  وأعتقد أن يليو تشاى کان رجلاً حضارياً يميل للسلم و لا يميل للحرب وقد حزن حزناً شديداً على فقدانه موطنه وموطن أبائه وأجداده من قبل المغول، وعندما اتخذوه أسيرا لم يستطع الوقوف منفرداً أمام هذا الزحف  الهمجي الخطير. کما أنه لم يکن يميل  إلى الانتقام، فلم يکن أمامه إلا أن يرضى بالأمر الواقع  دون استسلام،  وظل يحتفظ بذکرياته حتى سنحت له الفرصة وعبر عما بداخله بتنفيذه على أرض المغول،  ونحج إلى حد کبير في احياء معظم التقاليد والقوانين الصينية ونقل کثير من المؤثرات الصينية إلى المغول کأنه أصبح بذلک يعيش في وطنه. فهو شخص عاشق للحضارة ولا يستطيع أن يعيش بدونها،  وکان يريدها ملموسة في کل ما يحيط به،  علماً بأن کل هذا على عکس طبيعة المغول. وعلى الرغم من ذلک شارکه المغول هذا الدور الحضاري  فکان لکل منهما دور ولکن النصيب الأکبر کان ليليو.
   وهنا نجد يليو قد نال مکاسب عظيمة أهمها أنه نال اعجاب وتقدير المغول ويظهر هذا بوضوح في المکانة التي حصل عليها بالبلاط المغولي  في فترة من الفترات.
    لقد عاش يليوتشاى ساى في بلاط  المغول منذ عام 612هـ وهو تاريخ التحاقه بهم  حتى عام 640هـ وهو تاريخ وفاته أي أنه عاش بينهم ووسطهم لمدة ثمان وعشرين عاما منهم حوالى اثنا عشر عاماً في عهد جنکيز خان (603-624هـ /1206-1227م) وستة عشر عاماً في عهد ابنه أوکتاى خان. من أجل ذلک کان اختيار تلک الفترة محلاً للبحث والدراسة. علماً أن هذه الفترة تواکب فترة حملات المغول الثلاث على الدولة الخوارزمية (من 616هـ حتى 654هـ) وهذا کان مهم لدولة جنکيز خان لأنه بعد سيطرته على الصين أصبح له حدود مع الدولة الخوارزمية.