الاسم الأنثوي/ الاسم العورة نقد الأنساق الثقافية للمسکوت عنه في التراث العربي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ مساعد النقد والبلاغة بکلية الآداب – جامعة بنها - مصر

المستخلص

إِنَّ غياب اسم المرأة أو العمد نحو تغييبه في التراث العربي سواء بالکنية أو بالکناية يمثل تهميشًا لوجودها، فلا اسم محدد تُنادى به أو تُعرف من خلاله، فاسمها عورة کجسدها، لا يسمح بالإعلان عنه أو التصريح به؛ ولذا لم ينادِ العرب المرأة على الملأ باسم علم تُشهر به؛ لکنهم اخفوا اسمها تحت کُنْية/کناية، فلم يُسمح لها بالظهور السافر ولم يُکتب لاسمها الإعلان والإشهار، ولم تحضر في معظم أحوالها إلا بالکناية عنها أو بالکُنْية عن اسمها؛ ليکون حضورها حضورًا مُضمرًا خفيًا لا ظاهرًا علنيًا، فهو ظهور أشبه بالخفاء، وإعلان أشبه بالکتمان، وجهر أشبه بالسر. وربما تکمن علة ذلک تتمثل في الرغبة النسقية نحو الستر لها والإخفاء لاسمها، فإذا کان العربي القديم قد ستر الجسد الأنثوي في الخِباء، ولم يخاطر به فيکشفه بعيدًا عن الخدر، فإنه صان الاسم أيضًا بعيدًا عن الآذان کما صان الجسد بعيدًا عن العيون. ومن المُلفت للانتباه أن المرأة تستجيب لکل نداء، وتتعرّف ــ مهما اختلفت وتنوعت الأسماء والکُّنى والکنايات ــ کلما نُودي عليها أنها المقصودة وعليها الاستجابة.
 
 
 

الكلمات الرئيسية