اللغة وآفاق البيئة المادية والمعنوية ألفاظ الزراعة في لغة صنعاء – اليمن «نموذج»

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس علم اللغة – کلية الآداب – جامعة قناة السويس

المستخلص

اتجهت عناية اللغويين الأوائل إلى الرحلة في القبائل العربية والسماع من أفرادها وتحليل الخصائص الصرفية والصوتية لألفاظهم ولهجاتهم؛ والاهتمام بتدوينها، وامتلأت معاجمنا الأولى بمثل هذه الألفاظ من قبائل الجزيرة العربية، وکان اللغويُّ يزداد قدره کلما ساح وطاف بين القبائل وسمع منهم ونقل أخبارهم.
ووجد الاختلاف اللفظي بين القبائل خاصة على المستويات الصوتية والصرفية والمعجمية والدلالية بما يعکس تأثر لغة القبيلة بخصائصها الحضارية والبيئية بوجهٍ عامٍ.
فالبيئة لها تأثير عظيم على تشکيل فکر الجماعة الذي اللغة جزءٌ منه، سواءً کانت مادية أو معنوية.
البيئة المادية تشمل الخصائص الجغرافية، والمناظر الطبيعية والأحوال المناخية، وبتعبير أقصر: کل ما يتعلق بالطبيعة المادية.
وأما البيئة المعنوية فتشمل الأحوال الاجتماعية، والسياسية، والعلمية، والأدبية، والدينية، والأخلاقية ... وکل ذلک في حدود الأسرة والحارة والقرية والمدينة، والقطر، والحزب، والمدرسة ... إلى آخر ما هناک من بيئات غير مادية.
وهذه الأمور کلها لا تختلف من قطر إلى قطر فحسب، بل تختلف من مدينة إلى مدينة، وحتى من أسرة إلى أسرة في المدينة والواحدة، ومن شخص إلى شخص في الأسرة الواحدة.