ذکريات العراق وفشل المشروع الصهيوني فى الرواية العبرية المعاصرة رواية "ماسة من البادية" أنموذجًا دراسة فى المضامين الاجتماعية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس الأدب العبري الحديث والمعاصر کلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة قناة السويس

المستخلص

رغم مرور سبعة عقود على قيام دولة لليهود بأرض فلسطين التاريخية، طبقًا لقرار الأمم المتحدة الجائر رقم 181 لعام 1947م يبدو أن المشروع الصهيوني- المحرک الرئيس لسياسات واستراتيجيات الدولة العبرية - قد فشل فى استيعاب اليهود من جميع أنحاء العالم وصهرهم فى بوتقة الدولة دون تفرقة أو تمييز، ولعل قضايا التفرقة العنصرية والتمييز العرقي التي يُکشف عنها من حين لآخر، لخير دليل على فشل هذا المشروع فى دمج اليهود المهاجرين، لا سيما يهود المشرق والدول العربية، داخل المجتمع الإسرائيلي حتى الآن؛ ويمکننا من خلال مطالعاتنا للأعمال الأدبية العبرية المعاصرة ملامسة تلک الحقيقة، فأعمال الأدباء والکتاب اليهود الشرقيين، لا تخرج عن حدود کونها صرخه مدوية فى وجه هذا المشروع الغاشم، فنجد تلک الصرخة تعلو فى أعمال إيلي عامير، من خلال ثلاثيته الروائية الشهيرة( مطير الحمام- ديک الفداء- ياسمين) والتي تناولت أحوال يهود العراق المأسوية عقب هجرتهم إلى فلسطين المحتلة، وفى أعمال موشيه بن هاروش، الذي أبرز معاناة اليهود المغاربة فى إسرائيل، وفشل اندماجهم بشکل کامل داخل المجتمع الإسرائيلي. کما يأتي على رأس تلک الأعمال التي تفضح أکاذيب إدعاءات الصهيونية رواية، ماسة من البادية، للروائي سامي ميخائيل، اليهودي ذو الأصول العراقية. فاشتياق الکاتب الإسرائيلي للماضي اليهودي فى العراق، وحنينه إليه برجوعه بساعة الزمان إلى فترة الثلاثينيات من القرن الماضي حيث أحداث الرواية، يؤکد بما لا يدع مجال للشک رغبة الأديب الشديدة فى العودة إلى الوراء، هربًا من واقع مأسوي يعيشه. فى الوقت ذاته تؤکد الرواية على فشل المشروع الصهيوني فى محو ذکريات الماضي من عقل ووجدان اليهود من أصول شرقية، ومن بينهم سامي ميخائيل، الذي يؤکد مرارًا وتکرارًا على عدم شرعية الممارسات الإسرائيلية ضد العرب فى الأراضي الفلسطينية المحتلة.