موقف عبد الحميد صبره من أعمال الحسن بن الهيثم العلمية

     جاء هذا البحث تفعيلاً لمحاولة عبد الحميد صبرة الجادة للتأريخ للعلم العربي في الحضارة الإسلامية بطريقة أکثر دقة وعمقاً من بعض المحاولات التأريخية التقليدية التي ظهرت مع بدايات القرن العشرين، والتي کانت في مجملها محاولات إنفعالية إنشائية، أو أيديولوجية مغرضة. فقد کانت تهدف محاولة عبد الحميد صبرة إلي المصالحة مع العلم العربي وخاصة علم المناظر عند الحسن بن الهيثم الذي ظل مهمشاً فترة طويلة من الزمان، وذلک من أجل تهيئة المجتمع العربي المعاصر إلي التعرف علي ذاته من خلال تراثه العلمي العربي. وبالتالي فإنه وفقاً لأعمـال الحسـن بن الهيثم في مجال علم المناظر / البصريات. أن العالــم الحـق کما أوضـح ابن الهيثم هو الذي يعيد النظر في ما توصل إليه العلماء من نتائـج، والطـرق والمناهج التي توصلوا من خلالها إلي تلک النتائج کانت بهدف الوصول إلي الحقيقة، وهذا يتطلب القراءة النقدية للإنتاج العلمي، فالعلم من وجهة نظر ابن الهيثم هو بحث وتمحيص ونقد. إذ تميز الحسن بن الهيثم بحس نقدي سليم ومنهجية فکرية فاحصه.