نزعة الوفاء في شعر طاهر زمخشري من التصوير إلى الدلالة

     يعد الشاعر: طاهر بن عبد الرحمن بن محمد الزمخشري –رحمه الله- من رموز الشعر السعودي الحديث حيث کان مندمجًا في البيئة الحجازية التي جذبت العلماء والشعراء وفتحت أبوابها لکل الثقافات المختلفة، وقد أفاد الزمخشري من تلک الروافد، وتمثلها، وظهرت آثار ذلک التأثر جلية على شعره الذي اتسم بالوفاء فحزن تارة وتألم تارة، وزاوج بين التشاؤم والتفاؤل تاراتٍ أُخر.
     وقد تجلت أمامي عند قرائتي لإبداعه ملامح إنسانية امتزجت فيها روح الوفاء والألم، فکان شاعر الطفولة وشاعر المرأة وشاعر المجتمع أجمع، بل وشاعر الأمة العربية، إذ يجتلب آلام الأمة العربية والإسلامية فينفث فيها شيئًا من سحر شعره فتصبح قصائد لها رونقها وجمالها الأخاذ فکانت هذه الدراسة.
     ولقد تخيرت هذا الموضوع بحثًا لي؛ لما ظهر جليًا في حياة هذا الشاعر من أمارات الوفاء الذي صبغ إبداعه بالمعاناة والألم والضيق والضجر والحزن والکآبة من متغيرات الحياة ومتناقضاتها، حيث انطبع الوفاء بشکل لافت للنظر على شعره، فکان الرجل الوفي الصامد الصابر المتحمل، وهذه هي سنة الحياة شقاء الأوفياء وحزنهم وتعاستهم.
     وقد اعتمدت في دراستي لهذه الظاهرة الإنسانية منهجًا وصفيًا متکاملًا قائمًا على تحليل القضية واستنتاج تداعياتها.