البناء الاجتماعي لبورما والتطهير العرقي للروهنجيا "دراسة تحليلية "

إن مفهوم البناء الاجتماعي عند مختلف العلماء يتضمن ثلاثة عناصر أساسية هي: النظم الاجتماعية، والتي تتألف بدورها من جماعات اجتماعية مختلفة، والتي يشغل أعضاؤها مجموعة من المراکز، والمراتب، ويؤدون نسقا من الأدوار الاجتماعية کما ترسمها الثقافة السائدة في المجتمع، وعلى هذا الأساس تطلب دراسة البناء الاجتماعي لأي مجتمع دراسة نظمه، وجماعاته، ومراکز أعضائه، وأدوارهم في تناسقها وتفاعلها، وما يحکم ذلک من قيم ومعايير.
الباحثة في هذه الدراسة بصدد إعداد تصور للبناء الاجتماعي لدولة بورما، وما ينجم عنه من علاقات بين الجماعات المختلفة داخلها، حيث تتميز بورما بتعدد العرقيات إذ تزيد على مائة و أربعين عرق، وکان هذا التعدد ولا زال مصدرا لمتاعب کثيرة للحکام فمن حين لآخر تسعى إحدى الحرکات الانفصالية لإحدى هذه الجماعات للحصول على الاستقلال عن الدولة الأم، وتکوين دولة مستقلة، ورغم ما تمتلکه بورما من ثروات طبيعية، مواد أولية متعددة، ومتنوعة إلا أن النظام الاشتراکي الحاکم طبع عليها مسحة من التخلف، والفقر والشقاء.