التآمرات السياسية بأورشليم منذ وفاة إسكندر جانيوس حتى نهاية عهد أغسطس (٧٦ ق.م – ١٤ م)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

مدرس التاريخ اليوناني والروماني كلية الآداب والعلوم الإنسانية-جامعة قناة السويس

المستخلص

  مرت على أورشليم تلك المدينة العظيمة فترة عصيبة من تاريخها فيما بين عامي (٧٦ ق.م – ١٤ م)، تحكم في إدارتها السياسية الكيان اليهودي بطبيعته التآمرية، منذ تأسيس هذا الكيان لدولته المكابية عام ١٤١ ق.م على أرض تلك المدينة الشامخة، على أثر ثورة قام بها اليهود هناك عام ١٦٨ ق.م ضد الحكم السليوقي، وقد تبلورت دسائسها وتآمرت هؤلاء الأقوام مع ضعف وتدهور أحوال دولتهم المكابية، بموت عاهلها القوي "إسكندر جانيوس" عام ٧٦ ق.م، إذ أخذت تعج تلك المدينة بالصراعات الدموية على العرش عبر تآمرات لم تنقطع، وازدادت اشتعالًا مع سيطرة الرومان على تلك المدينة بزعامة بومبي عام ٦٣ ق.م، واستمر هذا الحال قائمًا حتى عهد أغسطس، ويَكمُن في هذا الصدد استعراض تلك التآمرات والدسائس السياسية بهذه المدينة عبر أربع مراحل تاريخية متتالية: المرحلة الأولى: (٧٦ – ٦٣ ق.م)، بدأت تلك المرحلة التآمرية بأورشليم بموت إسكندر جانيوس عام ٧٦ ق.م، وانتهت بسقوط تلك المدينة في قبضة الرومان ٦٣ ق.م، المرحلة الثانية: (٦٣ – ٤٤ ق.م)، امتدت تلك المرحلة من سيطرة الرومان على أورشليم عام ٦٣ ق.م، وانتهت باغتيال يوليوس قيصر عام ٤٤ ق.م، المرحلة الثالثة: (٤٤ – ٣١ ق.م) تمثل أخطر المراحل التآمرية التي شهدتها أورشليم، والتي أسندت إدارتها إلى أنطونيوس، وذلك مع بقية الأملاك الشرقية الرومانية، وتَكمُن مخاطر التآمرات التي شهدتها تلك المرحلة في التدخلات الدولية كالخطر البراثي ومحاولات ملكة مصر كليوباترا لضم تلك المدينة لأملاكها، والمرحلة الرابعة: (٣١ ق.م – ١٤ م)، عاشت أورشليم بتلك المرحلة الأخيرة خلال عهد أغسطس بعد انتصاره على غريمه أنطونيوس عام ٣١ ق.م بمعركة أكتيوم البحرية، في ظل جولة واسعة من التآمرات السياسية بين خصمين داهيتين: يتمثل أولها في حاكم أورشليم هيرودس، والآخر في الوزير النبطي سيلايوس، لتنتهي بذلك فترة التآمرات الكبيرة التي عانت منها أورشليم بموت حاكمها الداهية هيرودس عام ٤ ق.م، ولم يستمر ولده أرخيلاوس طويلًا في حكم تلك المدينة؛ إذ سرعان ما عزله أغسطس عام ٦م، وأسند إدارة تلك المدينة إلى حكام رومان؛ ليكون ذلك بمثابة ختامٍ لتآمرات اليهود وحكامهم بتلك المدينة العظيمة.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية