"التحالفات القبلية في مصر ورؤيتها لأزمة الشرعية المملوكية" "قراءة في ماهية حركات المعارضة القبلية للحكم المملوكي "

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

 
كان من سوء حظ المماليك في مصر أن انقضت الوحشة بين العرب والبربر فعاشوا تحت راية واحدة وهو ما نراه جليا في تعرب الكثير من القبائل البربرية واتخاذها الزي العربي بل والأنساب العربية نسبا لها وتلقب  الكثير من البربر بألقاب عربية قحة حتي أن المماليك أنفسهم خلطوا بينهم فأطلقوا ألفاظ البدو -العرب -الأعراب علي الجميع وجعلوهم جملة واحدة، وكان لهذه التحالفات الأثر السلبي علي سلطة المماليك في مصر فقد اتسعت تلك التحالفات لتشمل عموم مضارب تلك القبائل في القري والصحراء خصوصا في مناطق غرب مصر.
 
وقد ظهر البعد الوطني الي جانب البعد الاجتماعي  في تحالفات التكتلات القبلية في مصر فقد قدم العرب والبربر انتمائهم لمصر علي  الانتماء العرقي واعتزوا  بكونهم أحرار وأصحاب للأرض  وهو ما يفتقده العنصر المملوكي الذي يتكون  في معظمه رقيق وجلب لم يكن لهم أصل في مصر علاوة علي تميز التحالفات القبلية بكل مكوناتها بلغتهم العربية التي اعتبروها الأساس في البعد الديني والذي هو أهم أساس للشرعية هذا إلي جانب كونهم مسلمين بالوراثة وليسوا كمثل المماليك الذين كانوا ينحدرون من أصول غير مسلمة، نضف إلي أسباب قوة التحالفات القبلية في مصر سيطرتهم علي طرق التجارة وسيطرتهم علي كثير من النوائي وبعدهم عن القاهرة علاوة علي نظام أبناء القبائل وتفوقهم العددي وامتداداهم إلي خارج حدود الدولة المملوكية فكان لهم علاقات مع أبناء عمومتهم بطول الساحل والصحراء حتي حدود المغرب الأوسط، كل هذا دفع المماليك إلي التعامل بوحشة مع تلك التحالفات، وإن حدث سلام مؤقت معهم فكان تعامل المماليك بحذر شديد مما زاد من الهوة بينهم، وكرس لأزمة الثقة، فكان كل منهم ينتظر الفرصة للانقضاض علي الآخر.
 

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية