البنية السردية عند د. زکريا عناني - طريق الحياة – نموذجًا

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الآداب - جامعة حلوان

المستخلص

       يتناول هذا البحث طبيعة البنية السردية عند عالم العربية الکبير، والأکاديمي الأديب الاستاذ الدکتور/ محمد زکريا عناني – أستاذ الأدب العربي بجامعة الإسکندرية، من خلال روايته ( طريق الحياة) التي تعتبر تسجيلا بقلم إبداعي لسيرته ، والذي انتهج فيها منهج الاستقراء الذاتي لرحلة عمره، موطفـًا الطاقة الحکائية عند بشکل يجمع بين طبيعة الأداء الموضوعي، ومباشرته على درجة من درجات الوعي، وبين طبيعة البناء الأسلوبي الخاص به، والذي مال فيه کثيرًا وبقصد إلى نطاق الربط بين لغة (الاعتراف) بمنهجيتها السردية الخبرية التقليدية المستغرقة، وبين الدفع بمساحات الخيال کخلفية تحرک فراغات السرد وتملؤها، مستهدفا بذلک الوصول إلى صياغة جامعة مائزة لأسلوبه في هذه الرواية بصفة خاصة، وقد رصدت الدراسة الحرکة الفنية في الرواية بداية من العنوان وصلته بسياقات النص، ومن ثم دراسة البنية الشکلية للرواية ، وفکرة احتماء د. زکريا عناني ببنية الرواية، وإجراءات الشکل القصصي فيها ، وصناعة القوام السردي، وبنياته المتراکمة، واعتناء الإبداع بالفضاء الزماني والمکاني لروايته، وبنية الشخصية وتشکيلها، وربطها بأطراف المکان وشبقية الزمان ، وعقدة الصراع وطبيعته ، ودور الراوي في حرکة الأحداث، والذي بدا دورًا رئيسًا في العمل ککل ، ولبنيته اللغوية بطبيعة الحال، ولأطره المکانية وخلفياتها الزمانية، باعتبار أن النص نص تتعانق فيه خلفيات السيرة مع عتبات الرواية في الأصل.
       وفي النهاية أثبتت الدراسة أننا أمام نص تتجاذب أطرافه صناعتان، صناعة (الرواية) و (السيرة)، وأنه خرج بصورة متناغمة مع الأحداث التي اختارها الإبداع لنفسه .