رسائل المعرفة في رواية ظل الأفعى دراسة أبستمولوجية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الآداب – جامعة المنصورة

المستخلص

يزعم البحث أن الرواية بوصفها نوعًا أدبيًّا، يعد من أکثر الأنواع إفادة من الأنواع الأدبية الأخرى کالشعر والدراما، بل قد يتعدى الأمر إلى الإفادة من أنواع غير أدبية، مثل الدراسات النفسية والاجتماعية والفلسفية والأساطير والتاريخ.
أفادت رواية ظل الأفعى في مضمونها من أنواع أدبية کالشعر، ومن أنواع غير أدبية کالأساطير والتاريخ، کما أنها أفادت من العهد القديم ومن القرآن الکريم، ومن المعاجم وبخاصة "لسان العرب" لابن منظور، ويهدف البحث إلى دراسة أبستمولوجيا الرواية، أو ما يُعرف بالنظرية المعرفية في محاولة للوصول إلى الأساليب المعرفية التي استخدمها يوسف زيدان لعرض موقفه الذي يريد إيصاله إلى القارئ.
_ ففي مجال الأساطير أفادت من ألوهية الأنثى، وذلک بألوهية "تعامة"، فعرضت الأم أن الربة الأولى في العالم کانت أنثى. ومن صور الربة الأولى التي عرضتها الأم، إنانا وعشتار وإيزيس وأرتميس.
کما عرضت الأم لقداسة المرأة من خلال الحيض والإنجاب، وعرضت لاغتصاب الرجل لهذا الحق من خلال أسطورة إنجاب "زيوس" کبير الآلهة في الأساطير اليونانية.
_ ومن التاريخ أفادت شخصية الأم من التاريخ القديم (الفرعوني والآشوري)، وأخضعت هذا التاريخ للموقف الأيديولوجي الذي تريد تأکيده، وهو تأکيد قدسية الأنثى، فمن التاريخ الأشوري أفادت من شخصية "سيراميس"، ومن التاريخ الفرعوني أفادت من شخصيات "حتشبسوت- نفرتيتي- کليوباترا".
_ وفي تعامل الأم مع الکتاب المقدس والقرآن، لم تحاول أن تورد النصوص التي تدعم فکرة قدسية الأنثى، بل کان أکبر همها مرکز على محاولة الدفاع عن الأنثى، لأنها أوردت نصوصًا قد تحط من شأن الأنثى.
_ وظفت الأم الشعر لإثبات هذه الفکرة –فکرة قدسية الأنثى- التي تحاول إثباتها طوال رسائلها لابنتها، وذلک بتوظيفها لقصيدتي رثاء لأبي الطيب المتنبي؛ القصيدة الأولى کانت في رثاء خولة أخت سيف الدولة الحمداني.
_ ووظفت الأم المعاجم والصرف لتأکيد القدسية.
ووصل البحث إلى النتائج التالية:
_ اختيار الکاتب لأسلوب الرسائل ليعرض به آراء الأم قد يکون اختيارًا موفقًا، لأنه أراد أن يعرض آراءها دون أن يکون هناک أي رد فعل من الشخصيات الأخرى داخل الحدث الروائي، فالرسائل تحمل وجهة نظر الشخصية المرسلة فقط دون النظر إلى وجهة نظر الشخصية المستقبلة لها.
_ أراد الکاتب أن ينقل الصراع من داخل الرواية بين الشخصيات بعضها البعض إلى الصراع بين القارئ والأفکار التي تعرضها الأم، يناقشها فإما أن يوافق عليها وإما ألا يوافق عليها.
_ أرادت الرواية أن تطرح فکرة قدسية الأنثى سواء على مستوى الحدث أو على مستوى الرسائل، وذلک من خلال مبدأ الطهارة على المستوى المادي وعلى مستوى الأفکار، فعلى المستوى المادي وجدنا الأم توضح أن حيض المرأة ليس فعل نجاسة، بل هو فعل طهارة، وذلک لأنها بالدم الذي يسيل منها کل شهر تعلن للجميع أنها تمتلک سر الحياة.
وعلى مستوى الأفکار وجدنا الأم تستعين بالأساطير القديمة والربات الأولى لتثبت أن معنى تقديس الأنثى موجود منذ القدم، وهو ما أبرزته عندما استعانت بالتاريخ القديم، وفيه استعانت بالشخصيات النسائية التي کان لها تأثير في التاريخ الإنساني.