الحرکة الشعرية في مکة المکرمة في عصر صدر الإسلام (دراسة وصفية)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الآداب - جامعة الملک فيصل

المستخلص

 باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء, وهو السميع العليم, والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء, والمرسلين نبينا محمد صلى الله وعليه وسلم وعلى صحبه وآله.
يعالج هذا البحث التطور, والتغير الذي طرأ على العرب و(قريش) بصفة خاصة لظهور الدين الجديد, إذ يتناول الفترة الأولى من الدعوة إلى الإسلام أي [عصر صدر الإسلام], وما يتبع هذا التغير من تحول خطير في المعتقدات, والأعمال, والسلوکيات, وفي بناء المجتمع.
وقفت الباحثة فيه على مفهوم الإسلام, والأسس التي يقوم عليها, ثم انتقلت بالحديث عن حال العرب قبل الإسلام دينيا واجتماعيا وسياسيا؛ لعقد المقارنة بين حياة العرب في الجاهلية, وحياتهم بعد الإسلام, ورأت من الأهمية بمکان أن تحدد عصر صدر الإسلام, مبينة أهمية, وخطورة هذا العصر في التاريخ الإسلامي کاشفة بذلک عن بداية بعثة الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام, وعن أهم الوسائل والطرق, التي اتبعها في سبيل نشر الدين الجديد (الإسلام).
فتناولت بدء دعوته بمکة, وموقف قريش منه, ثم هجرته إلى المدينة المنورة, التي کان يقطنها آنذاک ثلاثة أصناف من السکان وهم:  المهاجرون, والأنصار, واليهود.
ولم تنس الباحثة أن تکشف عن تهيؤ النفوس لدعوة محمد صلى الله عليه وسلم, وتطلعها إلى مصلح جديد خاصة بعد أن استفحل الفساد, وسادت الفوضى؛ مما وطن الإسلام أن يستحکم, فيفرض منهجه, وتعاليمه, وحدوده, وبذلک صار العرب بالإسلام دولة لها حکومتها القائمة, ونظامها المقرر بعد ما کانت قبائل متنافرة, وعشائر متباعدة. 
ثم تحدثت الباحثة عن أهم مؤثرات عصر صدر الإسلام التي تمثلت في: القرآن الکريم, والحديث الشريف, مبينة أهميتهما, وأثرهما في اللغة والأدب.
لقد أفردت الباحثة لمکة -مهبط الوحي-  صفحات, تحدثت فيها عن أسماء مکة المتعددة, وعدد مرات بناء الکعبة, والمقومات, التي أهلتها للسيادة منذ القدم, وکيف أن الاکتشافات, الجغرافية, الحديثة تضافرت مع الأدلة, القرآنية بحقائقها العلمية -مع تسخيرالله للأسباب- لأن ترتقي مکة منزلة تاريخية سحيقة المدى, فتصبح هي مرکز الأرض, وأشرف بقاع العالم, وأطهرها قاطبة.
وفي هذا البحث تناولت الباحثة قضايا نقدية وفنية متعددة مثل:  عوامل ضعف الشعر وقلته في عصر صدر الإسلام, وموقف الرسول من الشعر, ومعاني الشعر, وأغراضه في الجاهلية والإسلام, وخصصت بالدراسة فن النقائض بين شعراء مکة والمدينة؛ لما قام به هذا الفن من دور مهم في إرساء القيم الأخلاقية, والمعايير التعبيرية والجمالية في الشعر والتصور الفني؛ إذ يعد استجابة طبيعية, وسريعة لا يمکن إغفالها, فوقفت على معنى النقيضة في اللغة والاصطلاح, والشروط الواجب توافرها في النقيضة, وأهم فنونها وشعرائها, ومقومات مادتها.
ثم عقدت الباحثة موازنة بين النقائض في الجاهلية, والنقائض في الإسلام من حيث:  الموضوع, والمعاني, والأساليب, والاستواء الفني, والغاية, وأتبعت دراستها بأمثلة شعرية على النقائض الإسلامية, متوجة دراستها بتحديد أهم خصائص النقائض الفنية.
إن عصر صدر الإسلام يمهد لمرحلة ناضجة في تاريخ العرب وفي فنهم؛ مما يجعله مستأهلا بالدراسة, والبحث والتوقف, ولعل شعر الفتوح الإسلامية أجلى هذا الجانب, وأرسى قواعده, واتجاهاته؛ وبذلک استحق وقفة استقصاء لأبرز معانيه, وأشکاله التعبيرية.